نوضع أحيانا أمام خيارات صعبة..!
لا نستطيع معها الحكم على الأشياء
أو التمييز بينها .. والأكثر صعوبة أن نجد
أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما .. خيار تفرضه
العاطفة .. وخيار يحدده العقل ويتحيز له
المنطق.. فأما الخيار الأول فانه يرتبط
بميولنا الشخصية .. لذلك فانه يبدو
مفضلا عندنا في كثير من الأوقات .
وان عانينا من تفضيله كثيرا .
وان وجدنا أمامنا الكثير من العقبات والمنغصات
والصعاب عند أخذنا به وتجاهل ماعداه ..!
أما الخيار الثاني فانه يتصل بحياتنا
وبوجودنا وبمستقبلنا ..!
فهو يمثل بالنسبة لنا مصدر الطمأنينة
والاستقرار والأمن النفسي والاجتماعي
من عواقب الزمن ومآسيه .
إننا نتعذب كثيرا في بعض الأحيان حين نحتار
بين العاطفة والعقل .. وبين الميول
الحسية والتفكير الواعي في الزمن
ومشاكله وضروراته.
نحتار لأننا نعرف أن الخيارات العاطفية
لاتدوم طويلا لأنها مرتبطة بوقتها ..!
أو باندفاعاتنا المؤقتة..!
ومشاعرنا الطارئة..وميولنا
المتعجلة نحو أناس
أو أشياء عابرة.. ونحتار لأننا
نعرف أن الخيارات العقلانية وان كانت
أهم لدينا عندما نخضعها لميزان العقل وأحكامه ..!
لكننا نجد أنها تضغط علينا وتحاصر مشاعرنا ..!
وتجفف أحاسيسنا .. وقد نتصرف في بعض الأحيان
نحوها بشكل أحمق ونحاول التمرد على عقولنا
ونخضع لعواطفنا ونتجاوب مع تفاهاتنا
ونعرض حياتنا ومستقبلنا للخطر
أو الضياع ولاسيما في لحظات
الطيش أو الانفعال
وعندما نعود إلى أنفسنا
وندرك خطأنا نشعر بالخجل من أنفسنا ..!
والهزيمة إمام عقولنا ..أو التفاهة
للتجاوب مع مشاعرنا المسكينة..!
لأننا نكتشف في لحظات الهدوء
أن عواطفنا لاتقودنا
في كثير من الأحيان إلا إلى نهاياتنا
المؤلمة..لأننا ندفعها وراء السراب ..!
حتى كادت تبتعد بنا عن مصادر سعادتنا الحقيقية.
بعض الخيارات ترفعنا إلى الأعلى ..!
وبعضها الآخر يهبط بنا إلى الحضيض ..!
مع خالص تحياااااتي لكم ...!