موضوع: لكي لا يتناثر العقد !! الأحد 27 مايو - 19:41
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لكي لا يتناثر العقد !!
أختاه ...أيتها الدرة المصونة والجوهرة الغالية ! أرعي لي سمعَك وقلبَك فإن لي إليكِ حديثاً .. مازال يتردد في جناني ويملأ عليّ فؤادي الذي اكتوى غيرة عليك ومحبة للخير لك ... كيف و ما رأيتُه منكِ هناك ، تفطَّر له قلبي واغرورقت له عيناي ،حتى امتلأتا بحرقة الوجدان قبل دموع الأجفان .. وأنا أرى بأم عينيّ كيف أغارت مخططات الأعداء وسهامهم الحاقدة المسمومة ، على عزتكِ وشموخكِ ودينكِ .. وحتى صرتِ ألعوبة في أيدي حثالة القوم وسقط المتاع من أرباب الأزياء والموضة ، التي صنعها لك عُبَّادُ الصليب وأحفاد القردة والخنازير ، وروّج لها تاجرٌ أعمى القلب قدم حبَّ المال على حب الله ورسوله ... أجل ! فما كان والله يخطر لي ببال أنكِ تسقطين في شراكهم ، فقد كنتُ أحسب أنكِ في مأمن من ذلك كله وكنتُ أرى لك رأياً وإيماناً ! كيف وقد أصبحتِ وأصبح حجابكِ وأمسى كالسفينة المشرفة على الغرق ، والتي يتقاذفها الموج ويأتيها الموت من كل مكان ، أو كالذي تهوي به الريح في مكان سحيق !! أ رأيتِ كيف خماركِ – ومعه هذه الطُرَح المزركشة - فقد صار لثاماً ولعبة في يدكِ يكشف لذاك ويسدل لهذا ، تفعلين ذلك وكأن الله لا يراك !! أما تعلمين أنه مطلع على خطرات نفسك التي بين جنبيك : "وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا في أنفُسِكُم فاحْذَرُوهُ.." ؟ و اللهُ أمَرَكِ بالستر عن جميع الرجال غير المحارم دون استثناء !! فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل ، لمّا نزلت (وَليَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ..) شققنَ مُرُطَهُنَّ فاختمرنَ بها " رواه البخاري . وقال الحافظ ابن حجر : قولها " فاختمرن " أي غطَين وجوهَهن!. وعن أم علقمة قالت : رأيتُ حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلتْ على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت : " أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟ " ثم دعت بخمار فكستها . رواه بن سعد والإمام مالك في الموطأ وغيرهما. أ فرأيتِ لو أبصرتكِ عائشة رضي الله عنها وأنت على هذا النقاب الفتان ، وهذه العيون الكحيلة التي لا يقر لها قرار .. و أنت على هذه الحالة التي لا ترضي الله ماذا تقول أم المؤمنين وماذا تفعل ؟!! وقد أجمع أهل العلم على وجوب ستر الوجه عند خشية الفتنة ، وإن لم يكن هذا زمان الفتن فأيّ زمان ؟
ثم إنهم أسقطوا عباءتكِ عن علياء رأسكِ ، وألبسوكِ ثوباً أسوداً أشبه شيء بأثواب الرجـال ، وسموه كذباً وزوراً ( عباءة ! ) ، نعتوها بالعمانية تارة وتارة بالفرنسية وبالمغربية تارة أخرى ، لا يلوون على شيء طالما أنها تحقق لهم هدفهم الأكبر وهو إسقاط حجابكِ بالكلية ، وإلا فمنذ متى سمعتِ أن فرنسا تعرف الحجاب وتصدِّره وتدعو إليه ؟؟؟ ألا وإنها سميت بالفرنسية لأنها ليست عباءة أصلاً !! ثم بعد ذلك جاءوك بالطامة ، ألا و هي العباءة الأمريكية ، وهي باختصار فستان على شكل بنطال كالذي تلبسه الكوافر !! فانظري كيف يتدرجون بك إلى الهاوية خطوة خطوة ، و هكذا خطوات الشيطان ، فأي سخرية بالدين وبشعائر الإسلام هذه ؟؟
قال الله عز وجل في شأن المنافقين والمستهزئين بالدين : " قُل أَبا لله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَسْتَهْزِؤونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ " ! فنعوذ بالله من موارد الضلال ومن فتن يرقق بعضها بعضاً .. أمّا الجلباب في الاصطلاح الشرعي فليس بثوب ذا أكمام وأكتاف وخاصرة ، وإنما هو ملاءة تلتحف بها المرأة فوق ثيابها تستر به جميع بدنها وثيابها وزينتها ، وهاكِ الدليل القاطع على هذا ، وذلك عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء المؤمنين بأن يشهدن صلاة العيد ، فقد روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت : " قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب " ، قال : " لتُلبسَها أختُها من جلبابها ". فلو كان الجلباب ثوباً ذا أكمام وأكتاف لاستحال أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أم عطية أو غيرها من الصحابيات الجليلات أن تُلبــس أختَها منه ، ولكان ذلك من التكليف بما لا يطاق .. أمَا وإن هذا الثوب الذي ترتدينه لم يبق فيه من الجلباب الشرعي والعباءة ، سوى الأحرف التي سرقوها من تيك الأولى العالية الشامخة ، تلك التي طالما رفعتها على رأسكِ تاجاً لعزكِ وعنواناً لمجدكِ وفخراً لكِ بين الأمم على مر التاريخ !
أختاه.. أنتِ تعلمين أن هذا الثوب أو الفستان الأسود الذي كنتِ ترفضينه من قبل بشدة قبل أن يسموه لك عباءة وقبل أن .. وقبل أن .... ، تعلمين - دون ريب - أنه ذريعة محققة لإسقاط الحجاب كلية - أسأل الله أن ينتقم ممن يسعى لذلك وأن يرينا فيهم عجائب قدرته -.. وهو بذلك محرمٌ من باب سدِّ الذرائع ، فكل ما أفضى إلى حرام فهو حرام ، كما هو معلوم عند أهل العلم سلفاً وخلفاً ، وكما أفتى بحرمته العلماء من هذا الوجه ، ومن وجوه أخرى ، كإظهاره لتفاصيل جسد المرأة ومشابهته لطريقة لبس الرجال أرديتهم ، ولمخالفته لقول الله عز وجل ( يَا أيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ .. الآية ) .
وكما هو محقَّق عند أهل اللغة أن استعمال الحرف "على" وهو من حروف المعاني ، يفيد العلو ، وأعلى الجسد هو الرأس وليس الكتف . نعم !! تعلمين أنه ذريعة أكيدة لأهدافهم الدنيئة ، وقد رأيتِ بنفسكِ كيف وسعوا أكمامه ، حتى ما إذا جئتِ لإتمام الصفقة -الخاسرة- و ما إن رفعتِ يدكِ لإعطاء ذلك البائع الجشع نقوداً - يالله - ثمنا باهظاً لإنقاص ستركِ ، حتى انكشفتْ ذراعك إلى المرفق ..! وربما زركشوها وربما .. وربما .. ورأيتِ كيف أخذتْ يد التخريب الآثمة في تضييق ذلك الثوب ، وتشريحه من هنا وهناك وتزيينه ، حتى صار بعض ما يلبس في البيوت أقلَّ فتنة مما تلبسين في السوق ، ثم تحسبين أنكِ على شيء وأن لكِ حجة ..
أختي الغالية .. أو ما سمعتِ ذلك المنصِّر الذي وقف في أحد مجامعهم في بلاد الغرب ، ثم قال : تظنون أننا لم نفعل شيئا في جزيرة العرب ولم نحقق نجاحاً ؟؟ ثم صمت قليلاً وقال : نعم ، نحن لم نستطع أن نُدخلَ رجالهم في النصرانية ، ولكننا نجحنا في أن نُلبس نسائَهم لباس راهبات الكنيسة !
وإن شئتِ فقارني بين لباس راهبات النصارى وبين هذه العباءات المستحدثة ، وستعلمين حجم المؤامرة التي يدبرها أعداء الفضيلة وحزب الشيطان ..ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .. وقد وقعت عيني على مقابلة مع واحدة ممن شاركن في تصميم هذه العباءات الجديدة ، وهي مصممة الأزياء الإيطالية رفايئلا كاردينالي – وبالمناسبة فإن كاردينال رتبة من رتب الكنيسة - ، حيث جاءت لتقيم عرض أزياء في مدينة الرياض !! وقالت أن أولى زياراتها كانت عام 1997م بعدها اعتادت على الحضور وأنها – على زعمها -أحبَّتْ هذا البلد كثيراً ، خاصة أن أهل البلد يشتهرون بحسن الضيافة كما هي عادات العرب دائماً . وعبرت عن سرورها لما قد حقق العرض الذي أقامته نجاحاً كبيراً ، وأنها لذلك تخطط للمجيء هنا مرات ومرات !! وتحت عنوان "العباءة السعودية زي ينافس الأزياء العالمية" حيث كان هذا الحوار: س : (سهام صالح): ما الذي جذبك في العباءة السعودية؟ ج : (رفايئلا كاردينالي) : العباءة السعوديـة تشبه "الكوت " الأوروبي ، لذلك يمكنها المنافسة في الأسواق الأوروبية خاصة في المساء مع الشال. فالسهرات في أوروبا تعتمد على الكوت والشال. إذن هي فكرة قريبة جداً من الذوق الأوروبي، على الرغم أنها تمثل زياً عربياً (!!!!!) . إضافة إلى أن تصميم العباءة شئ رائع وجذاب ومختلف. س سهام صالح) :ما هي الخامات التي استخدمتها في تصميم العباءة القريبة من الكوت الأوروبي؟ ج رفائيلا كاردينالي) : الكوت دائماً ما يكون مصنوعاً من الصوف وبالتالي عادة ما يفتقد الأناقة. لذلك عمدت إلى صنع العباءة التي تصلح ككوت من خامات غير الصوف كالحرير والساتان والكتان وغيرها . س : (سهام صالح) :هل قمت بتصميم أزياء سعودية أخرى غير العباءة كالثوب السعودي مثلاً؟ ج : (رفائيلا كاردينالي) : لا .. ربما في المستقبل فأنا لا أعرف مدى تقبل السوق لتصميمي للثوب ..الخ.(1) فانظري إلى من يصمم حجابك الذي تَدينين الله به ومن يتلاعب به ويخطط له ، حتى صار أثراً بعد عين أو كاد ، إنهن الساقطات من نصرانيات أوروبا ويعينهن على ذلك أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنـتنا ، ثم جئتِ أنت لتكونين شماعتهم المتنقلة التي يعلقون عليها بضاعتهم المسمومة شئتِ أم أبيتِ ، وتعطينهم مقابل ذلك مالاً وفيراً خسارة في الدنيا وخسارة في الدين ، فعياذا بالله من الحور بعد الكور ومن الضلال بعد الهدى ومن خاتمة السوء. أمَا وهذه الرزيئة المدلهمة وهذه الغُربة المستحكمة - وطوبى للغرباء - لنحن أحق بتمثّل هذا الرثاء ممن سبقنا من أهل الملة البيضاء: هذا الزمان الذي كنا نحاذرهُ + فيما يحدِّث كعبٌ وابن مسعودِ دهرٌ به الحـقُّ مردودٌ بأجمعه + وطالعُ الكفر فيه غير مردودِ إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ +لم يُبكَ مَيْتٌ ولم يُفرح بمولودِ